11.9.08

جوع........ام رهبة!



رمضان كريم....

الصيام عادة قديمة عند الشعوب, قد تكون هذه العادة استمدت ووصلت لنا عبر العصور

من أقدم التقاليد والطقوس الموجودة فى التاريخ البشري هو الصيام,
فهذا التقليد موجود في كل الاديان, بل هو موجود منذ الازل!





ومصدر هذا التقليد هو









الجوع.....

,في رأي الخاص .. ان عادة الصيام ظهرت مع حالات الجوع الجماعية التي كانت تحدث منذ القديم

منذ جدنا الاكبر الحجري
وجده الأكبر الجد قرد.....

فالغذاء كان دائما هدف الأنسان الاول كما كان هدف الحيوان, وفي ذلك الوقت لم يكون يوجد لديهم الكثير من الموارد التي تؤمن لهم الغذاء,
فاضطر الإنسان الحجري ان يصوم, ومع موجات البرد والجفاف وقلة موارد الغذاء والغارات من القبائل المحيطة, جعلته هذه الامور يتعلم كيف ياكل عندما يحتاج, وكيف يؤمن لنفسه الغذاء, ان كان بعدم الاكل او تخزين الطعام
فالبشري القديم عاش على موارد قليلة جدا, ان كانت ثمار الشجر او الصيد في المياه او اصطياد الحيوانات, التي كانت تعتبر من افضل الموارد عندهم واصعبها فإذا اصطاد صيد كبير يخبئ ويخزن ما لديه من صيد ثمين ليكفيه باقي الشهر ... او حتى باقي السنة ..... أصبح يوم الصيد .... ان صاد صيد كبير يوم عيد وقد يذكرونه ويرسمونه على صخور الكهوف, لتصبح علامة مجد لهم يتذكرونها ويتوالون روايتها للاجيال القادمة, ليروا كم كان جدودهم اقوياء ويصنعون المستحيل, وهو تأمين الطعام!








ومع تعاقب الزمن تحولت هذه العادة القديمة الإضطرارية, الى طقس وتقليد موجود عند الشعوب, وكل شعب وكل دين يقوم بها بشكل مغاير عن غيره,

أتذكر فيلم Alive, عندما إضطر ركاب الطائرة المحطمة ان يقتطعوا قطع اللحم من موتى الطائرة المنكوبة,
ووقعت تلك الطائرة في جبال ثلجية في الشتاء, ومن نجى من ركابها قام بتخزين لحم الموتى حتى تكفيه الى زمن هو لا يعلمه!






وهي قصة حقيقية وحدثت فعلا.. فهؤلاء الابطال الناجيين المدنيين أن قص عليهم احد تلك القصة وان هناك من اكل لحم البشر النئ المتجمد لما صدقوه! ولكنهم مروا بتلك التجربة القاسية التي حولتهم الى كائنات لا يعرفونها, وجعلتهم ياكلون لحم اصدقائهم, ولكن هذا اللحم المجمد هو ما جعلهم يستمرون في العيش و قضاء ذلك الشتاء القارس ولا يهلكوا......




التغير في الطبع الإنساني مع مجريات الحياة تجعلنا نفكر...... كم نحن غرباء عن انفسنا وكم نحن لا نعلم الا القليل اليسير منها .....

وتذكرت الصوم اليوم, وبما اني ولاول مرة لا اصوم في رمضان
قلت ...... انه يوم عادي! ماالفرق بينه وبين اي يوم اخر! لقد كان رمضان عبر السنين منذ بلغت واصبحت راشدة ووجب علي ان اصوم يملأني بشعور غريب بالقدرة على الصيام والتحمل مع انى كنت اعلم اني مجهدة ومحبطة واشعر بهبوط وعدم قدرة على التركيز ولكن كنت اتحمل واكمل صومي..........



ولكن حاليا مع ابتعادي عن الهالة المقدسة للدين وللصيام, اصبح هذا الطقس شئ ثقيل ومجهد ومتعب لي وغير مقنع ان اضل طوال اكثر من 12 ساعة دون شربة ماء تروي عطشي.............. يبدو ان الإقتناع والرهبة هى الحافز للقدرة على الصيام



الحاجة للغذاء هي حاجة طبيعية فطرية ضرورية, ومنعها عن الجسم يحتاج الى العديد من الشروط



ام جوع مضطرا لعدم وجود غذاء, او ان يأمرك دينك ان تصوم, فذلك يفرح الرب!
اتذكر ذلك الشعور الغريب بأن من يفطر عن عمد تلعنه السماء! ومصيره العذاب الاليم ...او يعتق رقبه ا ويدفع صدقه او يصوم شهرين عقابا له على فطره!

يذكرني ذلك بافلام الخيال العلمي او الاسطوري, فمثلا في فيلم ماترسك, نجد البطل يدخل فى دهاليز العقل ويعيش في حالة من عالم اخر غير معروف, هل هو فعلا داخل العقل, ام هو في جانب اخر من العالم! ام دخل الى بعد جديد

وايضا فيلم Narnia , حيث ابطالنا الصغار يدخلون من خزنة الملابس, الى عالم اخر! يحكمه المخلوقات العجيبة والحيوانات, وتحدث احداث عجيبة





ولكن
بعدها يرجعون الى عالمهم الحقيقي, وكأن شيئا لم يحدث!
رجعوا للواقع........

هذا ما شعرت به في هذا الشهر
انه عادي جدا! لا فرق بينه وبين اي يوم اخر في السنة
ونحن من نصبغه بتلك الهالة من النور والتقوى والخداع البصري والسمعي... حتى يصدق البشر انه فعلا شهر مبارك
شهر ليلة القدر ......
الخير من الف شهر!


وأوصلني ذلك للتفكير في الصيام كصيام, وبما انه هذه السنة قد هل علينا في اواخر الصيف, فهذا ما زاد على الناس اضعاف ما كانوا يعانون منه في اى رمضان سابق,
شهر متعب حار , ففكرت لماذا نهلك من صيام شهر ولا يتعب الهندوس.......








الذين نسمع ببعض فقرائهم يصومون بالسنوات وليس الشهور....... فبحثت قليلا عن الموضوع ووجدت ان صيامهم اخطر واقسى م نصيامنا ...... ولكن لماذا يقدرون ونحن لا نقدر الا بعد جهد جهيد
هؤلاء الهنودس يبدأون فى الصيام من قبل ميلادهم! حيث هو طقس يتعلمونه ويتقنونه ويتأقلمون عليه بالكثير من المراحل ........ لذلك يصومون ويعيشون صائمين غير محتاجين الا للتنفس........... لذلك سميو برجال الله! للأعاجيب التي يفعلونها ومنها الصيام عن الطعام بشكل كلي ... هم مقدسون ولا يصلون الى هذه المكانة بالسهولة, ولكنها مراحل كثيرة وعلى مرة الزمن ليقدروا عليها...


ما جعلنى اتكلم عن الهنودس هو صيامنا!

فما هو مدى استعدادنا للصيام؟
الشيخ شاف هلال رمضان
اعلن الطقس!
الناس تاني يوم صايمين!
ماهو التجهيز الذي جهزناه لجسمنا ليتحمل ساعات طوال من الصوم وخاصة ان فترة الصباح هي فترة مهمة جدا للجسم ان يتغذى, ومن يقيس ضغطه في تلك الفترة سيجد ان عنده هبوط لا محال! نحن نصوم فجأة وبدون سابق انذار للجسم, قد نكون قبلها بيوم معزومين على وليمة او اكلنا في احد المطاعم .... وثاني يوم نصوم! نحول الجسم من حالة اكل عادي الى حالة صوم فى لمح البصر وهذا ما يجعلنا مجهدين ومتعبين ..... عندما تتأمل حالة الصيام تجد انها حاليا لا تعبر عن شئ حقيقي , قبلا كان الصيام ضرورة , ولكنه حاليا كماليات, رمز ديني لا اكثر, كما قصة ابراهيم وذبحه ولده اسماعيل! اصبح عيد وتقليد نرمز له بذبح الاضحية فى العيد!


واتعجب كيف أناس زمان يصومون ......... ولكن لما لا!
هل كانوا يعيشون عيشتنا ورفاهيتنا والتسهيلات التي لدينا؟

هم اقرب لانسان الكهف من عهدنا نحن, حيث كانو هم ايضا يعانون من قلة الموارد, وكانوا يأكلون في كل الاحوال وجبة واحدة في اليوم, فجسمهم متعود على الصيام...... او الجوع

تحياتي



5 comments:

Ibrahim M.J. said...

الصوم يا عزيزتي .. ليس عادة و ليس رمزا .. و بالتأكيد ليس رهبه!

الصوم ... طاعه للخالق, أمرنا بها .. و إن اتجهت هذه الطاعه او العبادة الى اتجاه الروتين اللذي لا يحمل شيئا الا مشقه ترك الطعام و الشراب .. فهذا يا عزيزتي بالتأكيد ليس عيبا في الدين .. بل عيب فب المتديينين ..

مع خالص تقديري لجهدك في كتابه ما كتبته .. فإنه بالنسبه الي, لا يتعدى كونه هجوما أخر على الاسلام من أناس لم يستطيعوا تذوق حلاوته .. أرجوك لا تنزعجي من صراحتي و لكني لا أطيق اللف في هذه المواضيع ..
أنت برأيي الشخصي حاله مشابه لشخص أخر (مدون مصري ملحد لا استطيع تذكر اسمه انتهى به الامر للسجن) انزعج جدا من أن الناس تنظر اليه باستحقار عندما دخل أحد المطاعم و بدأ بالأكل قبل الجميع .. لا لأنه جائع ! بل فقط ليظهر أنه لم يكن صائما! و لقد اتهم مجتمعنا بالتخلف! مجتمعنا بالكالمل مطالب باحترام كفره! و هو ليس مطالبا باحترام ايمان مجتمع بأكمله!

الحمد لله على نعمه الاسلام .

Apala said...

تحياتي لك اخي وشكرا لزيارة مدونتي, ولكن يبدو انك تتكلم من منطلق عاطفي.... المهم انتظر باقي مواضيعي واتمنى ان تزور مدونتي مستقبلا
شكرا لط.....

الغراب الحكيم said...

أعتقد عزيزتي أن الصوم ولد عندمى وصل الأنسان في التطور إلى مرحلي يحس فيها بآلام وأحاسيس إنسان آخر ..
فهو الكائن الوحيد القادر على هذا

فأصبح يحس بمسؤولية أخلاقية حين يرى غيره يجوع ..
ولماذا لا يجوع الكل في القبيلة أو القطيع كمساندة ونوع من الدعم العاطفي إذا كان الغذاء لا يكفي ..


تحياتي ..

Apala said...

عزيزي الغراب الحكيم,
فى اعتقادي الانسان القديم لم يكن انسان حنون بطبعه!ولم يكن انسان متطور حتى يوجد الصوم لغرض إنساني لا تنسى
كما تعرف كانت تحكمهم قوانين قاسية الى القرن السابع عشرعندما كانت الناس تحرق احياء, او يتبارزون مع الحيوانات امام الناس! هذا كان حال القدماء منذ اول الخليقة الى عصور اوربا المظلمة,
بدأت النهضة الانسانية مع ظهور ادباء ومثقفبن ونخبة من البشر تدعو الى السلام والتحضر والتقدم الانساني الاجتماعي الذي كان مفقود حاولوا ان ينهضوا ببلدانهم
والحمدللكون ان هذا التطور الانساني وصل الينا
الصوم في رأي ابدا لم يكن طقس يعبر عن الاحتياج الى الشعور بالأخر, هو تقليد فرض فرض على القديم للطبيعة القاسية, ثم توالت عليه الاديان واعتبروه تقليد لتجربة قسوة الحياة, كما تلاحظ فقد كتبت فى مقالتى عن الهندوس, هى تجربة لتعذيب الذات وللتحمل وللوصول الى الفناء البشري في الزمن الارضي, ولكن تحتاج للكثير حتى تعذب نفسك وتشعر بنفسك! ابدا لم يكن الصوم للشعور بالاخر ولكن للشعور بنفسك
وللرجوع الى حقيقتك الاولى الجائعة دائما

هو رمز عزيزي
الاسلام اخذه بشكل سطحي جدا!و فرضه على كل البشر بطريقة عسكرية لا علاقة لها بالقيمة الحقيقية للشعور بالجوع

ولكن ان تقول لى الشعور بالاخر والاحساس كما قلت لك ارجع للتاريخ وانت تعرف كيف كانت الانسانية وقت ذاكواذا فقط نظرت الى الاحصاءات وماذا يحدث للبشر في شهر الصوم ستعرف ان خرافة الشعور بالأخر هى خرافة فعلا لا علاقة لها بالمعاني التي ادعاها الاسلام

تحياتي لك

Unknown said...

الصوم مش عاده قديمه يا حقيرة انتى لو تعرفى اى حاجه عن الدين مكنتيش اتكلمتى كلام زى ده
ولو الهندوس عاجبينك اوى ياريت تنضميلهم لان الاسلام برئ منك ومن امثالك انتى فعلا اليق بيكى انك تكونى من عباد البقر اللى زيك